قصة قصيرة

إنَّ آثار النعمة ظاهِرة في البيت، كُلَّ ركن فيه يشيء بالحَياة المُرفَّهة، الحياة التي تمنّاها بحق، حتَّى جلوسه الآن على هذه الأريكة الثمينة، في هذا الطقس المنعش، دليل آخر على مبلغ ما هو فيه من نعمة. رغم ذلك، يشعر بالضيق والكدر، ويحاول التسلَّي بكلِّ شيء دون فائدة، وكأنّ القدر نفس عليه أن يجمع...
أشياء كثيرة كانت تزعجني ، لم أكن أتوقع وجودها بجيب سروالي أو بالقرب من وسادة نومي أو حتى بجانب آلة السحب المالي التي بدأت أتردد عليها عند نهاية كل شهر.. مازالت هذه الأسئلة تعكر صفو حياتي ، تذكرني بأسئلة صديقي الكسول أيام الدراسة ، بأجوبة أساتذة تعلمت على أيديهم ، تذكرني بسخرية حارس الدراجات...
لاشيء يبعث على أنك في مدينة غير المباني الاسمنتية والمقاهي الفاخرة.. السوق الأسبوعي يُقام كل يوم ثلاثاء.. ويأتيه التجار والباعة ثلاثة أيام قبل انعقاده.. لا حديث للسكان هذه الأيام الا عن الانتخابات الجماعية.. الحملة بدأت قبل أوانها.. الولائم تُقام هنا وهناك.. الذرائع كثيرة.. إقامة خطبة أو فرح أو...
يمتلك العالم الفضاء الشاسع، و أمتلك أنا حريتي هكذا علمتني الايام و انا أجوب فضاءات بلد الضباب.. لندن التي لم اكن اتخيلها إلا من خلال عيون أناسها، فبعد ان طفت الشوارع وميادين الساحات المليئة بالاشجار والاحراش والكثير من أصائص الزهور التي اجدها على الكثير من الشرفات، لاح لي شرفة جذبتني زهور...
"لم أذق يوما الطعم الحقيقي للحب، كل شيء تعلقت به في حياتي كان يذكرني بشيء قد مضى، شيء لم أكن أعلم وقتها أنني أحبه" كانت الفرشاة تنساب بتلقائية في خطوط منحنية ومتعرجة على الورقة البيضاء وهي تتكلم بطريقتها الحالمة، تختلط الألوان بحرفية ثم تخلق منها حياة، عقصت شعرها وثبتته فوق رأسها بقلمها...
لا أدري كيف توافرت لي القدرة على الكتابة اليك، أنت امرأة نجحت فى إجتذاب زوجي لبعض الوقت، وليس طول الوقت، بطلاء الوجه بالمساحيق والأصباغ، ولين الكلام وتدلل الأنثى، الرجل كالطفل يسأم اللعبة الواحدة، يملها ويذهب لغيرها وهكذا، أنت لست امرأة الحكايات والأساطير، لكنك امرأة يستهويها الحب تلك اللعبة...
إذا أراد الله اختبار إنسان .. فليسلط فوق رأسه امرأة! نطق كلماته هذه وهو يتفرّس في وجوه النساء الموجودات في الصالة .. أيدته عجوز تجلس قرب الباب إلى جانبها فتاة كانت تتحدث في الهاتف. أبدى انزعاجه وأخرج سيجارة .. تذكر أن التدخين ممنوع فأعاد العلبة إلى جيبه. نظر إلى الشابة بعينين يملأهما الجوع...
لم تكن تصادفه ، إلا عند ركوب الحافلة أو تقاطع الشارع، يمر إزاءها وكأنه نوع من الأشباح ، وكأن عينيه لا تبصران شيئا ، ليست له شيئا ، وليس لها شيئا ، هولا يعرفها ، وهي لا تعرفه ، ربما كانت بالنسبة له سحابة بعيدة ، غير مرئية ،لكن مجرد مروره قربها كان يقلب كل مشاعرها ، ويجعلها تضطرب كنيران بركان...
المصباح شحيح الضوء، يتأرجح كالمشنوق فى سقف الغرفة، النوم يؤرقني لا يأتيني، يلهب ظهري بسياط تمزقني، وتفتت لحمي، أزيز الصرصار الذي يشاركني الغرفة، دأب على فض شرنقة الصمت، والتسلل كما السكران المطارد المفزوع، بين الشقوق والأركان، ليس وحيدا مثلي، أبحث فى كراس الشعر، عن بعض حب، لاشيء سوى خيبات...
وضع الكتيب جانبا ورفع بصره للسماء ،كان الشاطىء يعج بالمصطافين والباعة المتجولين وجلبة غير معهودة شهدها هذا الفضاء،،يبدو أن القراءة لا تلائم شعوره بالسخط على هذه الفوضى وهو الذى اقتطع إجازة اسبوع للإستجمام عاد لغرفته وأطل من الشرفة ليرى هذا العالم الذى يغطى واجهة البحر المفتوحة بخيمات توحى...
تقدّمَ القاتلُ البريءُ بشكوى للقاضي العادلِ، بحقِّ القتيلِ المجرمِ، فقال في شكواه : - حينما كنت أقتلُهُ ببندقيَّتي، لمحتُ في عينيه الحاقدتينِ، نظرةً تنمُّ عن كرهٍ واحتقارٍ، فيها من العنصريَّةِ الشيءُ الكثيرُ. - فتأثَّرَ القاضي وأبدى انزعاجه الكبير صارخاً بانفعالٍ شديدّ على غير طبيعته قائلاً: -...
حريتك نعمة كبري !! الأهل والأصدقاء، والتفافهم حولك ، استطاعتك الحركة، والتنقل من مكان لآخر ،قدرتك على النوم بدون عذاب الأرق، رؤيتك لشمس الصباح، وتنسم رائحة البحر.... في الحقيقة ما هي إلا نعمة عظيمة ، بل إن مجرد استمتاعك بشرب جرعة ماء، هو نعمة كبري. للأسف هي أشياء قد تبدو بسيطة، ولن ندرك...
وجهها يتحلى بابتسامة رقيقة، تمتزج بحمرة وجنتيها، فيضفران معا شفرة للجمال يصعب فكها، لديها إصرار على الإفادة القصوى، من الساعات الأربع والعشرين المقبلة فى اليوم الذي تعيشه، رغم مرورها بتجربة عاطفية، مالبثت أن تفككت وذهبت سريعا مثلما أتت، ساءتها العيوب وهى التي كانت تنشد الكمال، صغيرة على الحب...
رفعتْ رأسها من على كتاب الرياضيات لتقول لي: - عمة أريد أسألج سؤال باعتبارج من جيل الطيبين.. التفت إليها وعلامات استغراب بانتْ بوضوح على وجهي.. تماسكتُ ثم ابتسمتُ وقلت لها: - حبيبتي شنو تقصدين بجيل الطيبين؟ بثقة وإصرار ردّتْ: - عمتو قصدي إنتوا إللي اجاوزتوا الأربعين! وهنا راودني بعض الأمل وخفف من...
يضع يده على فمه, يكلمها, ترفع رأسها تجاه حقيبتها الزرقاء وهي ترد عليه, يبتلع ريقه , يضغط على نظارته, يُثبتها, يواصل كلامه, تومئ برأسها, وتبتسم, فيضع قدمه في وجه الجالس أمامه, يمد يده, يشير, يهمس في أُذنها بكلمة, فتضحك .. ينتشي, وينبسط, وينتشر الدم في وجهه أما أنا يمتقع وجهي, ويفور الدم في...
أعلى