قصة قصيرة

كان على الموت أن يأخذ روحاً صغيرة، لطفلٍ صغير، في مدينةٍ صغيرة، في مكانٍ ناءٍ على سطح كوكب الأرض. في اليوم الموعود نزل، نظر في ساعته فوجد أن الوقت لا يزال مبكراً، وكان مكتئباً جداً فقرر أن يتسلى قليلاً، فتنكر في هيئة عجوزٍ بلحيةٍ بيضاء كثة وشعرٍ مسترسلٍ بلون الثلج، تمشى قليلاً عبر طرقاتٍ غير...
قررت العيش بدونها. نعم، مللت زرع أعضاء ليست لي، ترفضني، تستغلني فتجعل مني خادما مطيعا لرغباتها وشهواتها. تظن أم أولادي بعدما لاحظت كثرة التغيير الذي أحدثه بوجهي كل مرة أني زير نساء، حتى أنها أسرت إلي ذات ليلة، بجمالي ورمانسيتي المفرطة، هي التي قبلت الإرتباط بي فقط هروبا من عوزها وطمعا بثرائي...
هذه خامس حصالة من الفخار أكسرها وأعد النقود التى وفرتها مما تقاضيته من صاحب مسرح الأراجوز، إنه شحيح وبائس يعيش بمفرده فى بيت قد خصص جزء من مساحته للمتفرجين ، جلّهم من الأطفال الفقراء الذين حفظوا العروض ، كنت أستمتع من خلف الستار وأنا أصغى لصغيرتين ترددان الحوار المفترض ما بين العروستين السوداء...
تركت زوجها في مكتبه. صنعتْ الشاي، وخرجت إلى الحديقة. الجو في بداية أيار كأوراق النعناع، وأزهار الياسمين والورود الجورية تبعث في المكان روائحها بسخاء. رف من العصافير مر من فوقها، وهو يغرد، تبعه غراب أسود وهو ينعق. تساءلت في نفسها إن كان يعبر عن فرح أو حزن. وضعت صينية الشاي التي عليها إبريق صغير...
تشاغل عن الحرِ الشديد بمتابعة خنفساء حائرة في اختيار الطريق المنجي لها .. كأنها شعرت بوجوده قربها.. رأى في حركتها المتعرجة حبًا للحياة لا يوازيه شيء آخر .. حمل بين أصابعه بعضًا من ذرات الرمل وأهالها عليها .. سكنتْ قليلًا ثم واصلت حركتها .. ربما لها أحلامها .. ربما الغد يعني لها شيئًا .. صوت...
بعد أن سألها الطبيب عن أعمارنا .. أجابته وثمة قلق في عينيها: - سيكمل الأربع سنوات بعد شهرين ثم حملته لتجلسه إلى جانبها. أمسكتُ يده بشدة وقلتُ له: لا تتركني لوحدي معهما في الغرفة! ابتسم مدركًا أن وجودهما قربي بدأ يزعجني .. سيما وأن نظرات الطبيب كانت موجهة صوبنا .. لقد تيقنتُ أن حديثنا كان يصل...
انتبه فجأة من غفوة لا يدري كيف طالت حتى امتدت لساعات من النوم العميق، يتفصّد جبينه عرقا رغم برودة الجو، تغرق الغرفة في ظلام لا يكسره إلا بصيص ضوء قادم من الشرفة نصف المغلقة، يومض هاتفه بضوء يبرق ويختفي بانتظام ينبي عن قدوم اتصال، "الهاتف على الوضع الصامت" فكر باستياء، فهم لماذا لم يستيقظ رغم...
إنَّ آثار النعمة ظاهِرة في البيت، كُلَّ ركن فيه يشيء بالحَياة المُرفَّهة، الحياة التي تمنّاها بحق، حتَّى جلوسه الآن على هذه الأريكة الثمينة، في هذا الطقس المنعش، دليل آخر على مبلغ ما هو فيه من نعمة. رغم ذلك، يشعر بالضيق والكدر، ويحاول التسلَّي بكلِّ شيء دون فائدة، وكأنّ القدر نفس عليه أن يجمع...
أشياء كثيرة كانت تزعجني ، لم أكن أتوقع وجودها بجيب سروالي أو بالقرب من وسادة نومي أو حتى بجانب آلة السحب المالي التي بدأت أتردد عليها عند نهاية كل شهر.. مازالت هذه الأسئلة تعكر صفو حياتي ، تذكرني بأسئلة صديقي الكسول أيام الدراسة ، بأجوبة أساتذة تعلمت على أيديهم ، تذكرني بسخرية حارس الدراجات...
لاشيء يبعث على أنك في مدينة غير المباني الاسمنتية والمقاهي الفاخرة.. السوق الأسبوعي يُقام كل يوم ثلاثاء.. ويأتيه التجار والباعة ثلاثة أيام قبل انعقاده.. لا حديث للسكان هذه الأيام الا عن الانتخابات الجماعية.. الحملة بدأت قبل أوانها.. الولائم تُقام هنا وهناك.. الذرائع كثيرة.. إقامة خطبة أو فرح أو...
يمتلك العالم الفضاء الشاسع، و أمتلك أنا حريتي هكذا علمتني الايام و انا أجوب فضاءات بلد الضباب.. لندن التي لم اكن اتخيلها إلا من خلال عيون أناسها، فبعد ان طفت الشوارع وميادين الساحات المليئة بالاشجار والاحراش والكثير من أصائص الزهور التي اجدها على الكثير من الشرفات، لاح لي شرفة جذبتني زهور...
"لم أذق يوما الطعم الحقيقي للحب، كل شيء تعلقت به في حياتي كان يذكرني بشيء قد مضى، شيء لم أكن أعلم وقتها أنني أحبه" كانت الفرشاة تنساب بتلقائية في خطوط منحنية ومتعرجة على الورقة البيضاء وهي تتكلم بطريقتها الحالمة، تختلط الألوان بحرفية ثم تخلق منها حياة، عقصت شعرها وثبتته فوق رأسها بقلمها...
لا أدري كيف توافرت لي القدرة على الكتابة اليك، أنت امرأة نجحت فى إجتذاب زوجي لبعض الوقت، وليس طول الوقت، بطلاء الوجه بالمساحيق والأصباغ، ولين الكلام وتدلل الأنثى، الرجل كالطفل يسأم اللعبة الواحدة، يملها ويذهب لغيرها وهكذا، أنت لست امرأة الحكايات والأساطير، لكنك امرأة يستهويها الحب تلك اللعبة...
إذا أراد الله اختبار إنسان .. فليسلط فوق رأسه امرأة! نطق كلماته هذه وهو يتفرّس في وجوه النساء الموجودات في الصالة .. أيدته عجوز تجلس قرب الباب إلى جانبها فتاة كانت تتحدث في الهاتف. أبدى انزعاجه وأخرج سيجارة .. تذكر أن التدخين ممنوع فأعاد العلبة إلى جيبه. نظر إلى الشابة بعينين يملأهما الجوع...
لم تكن تصادفه ، إلا عند ركوب الحافلة أو تقاطع الشارع، يمر إزاءها وكأنه نوع من الأشباح ، وكأن عينيه لا تبصران شيئا ، ليست له شيئا ، وليس لها شيئا ، هولا يعرفها ، وهي لا تعرفه ، ربما كانت بالنسبة له سحابة بعيدة ، غير مرئية ،لكن مجرد مروره قربها كان يقلب كل مشاعرها ، ويجعلها تضطرب كنيران بركان...
أعلى