شعر

(1) تخرجين من فَجوات التاريخ ، ملفَّعة بالسُّور العتاق، مضمَّخة بحكايا العشيرة ، مكفَّنة باليماني المقصَّب ، والدمشقيّ الحرير . من ثناياك تفوح توابل الغوايات التي نسجتها الجدّات من أجل أن تطيِّب جسدكِ لليلة افتتاحكِ الجليلة ، على مذبح ذكرٍ يشتري رياضكِ اليانعات بجواهر الصين ، وكنوزكِ الفائرات...
تغلغلي في الضوء سيدتي ثمَّ مرري يدكِ على صدغ البحر وجسي نبضي هناك في الأعماق. علقي قلبكِفوق النياشين ورفرفي في الأقاويل والظنون واللامبالاة. ضعي نهدكِ على نقرة إصبعي وتهجي حروف الاشتهاء. انثري مراميكِ في يد الريح وخذيني إليكِ في حبورِ هذا المساء. عما هنيهة سأطلُّ عليكِ من فجوة نجمة من...
نايا إني أدعو عليكِ بما لا تقوين عليه أن تراقصي الحياة بما طال منكِ و قصر بما خَفيَ منكِ وبان بما جنَّ من جنونكِ لحظة طيشين أنتِ جنِّي نايا ليس أعقلُ من الموت آن يحتويكِ ليس أعقلُ منك سوى قبرٍ تظلِّله شاهدةٌ بيضاءَ قالت : ماتتْ نايا في عقب الطريق إني أسقي هذا القبر انتظارا ً حتى تقومين في يومي...
السهرة الأولى في قاسيون كنا نجلس الله وأنا.. وأنت الغائبة الحاضرة كنا ندخن، ونتلمظ ونحن نسوق محاسنك ومواطن الجمال فيك فالله الذي صاغك بمتعة الخالق المبدع لم ينس تفصيلا صغيرا حتى خلق منك الأنثى الكاملة وتنازل لي عنك حين رأى بريق عيني.. وأنا أحدثه عنك.. وعن مواطن متعتك *** لماذا اخترت قاسيون...
قبل الف عام صرخ بهم شاعرهم نادبا لاذعا! اذروة الدين ان تحفوا شواربكم يا امة ضحكت من جهلها الأمم وبعده بألف عام صرخ بهم شاعرهم منبها، موقظا، نازفا: تنبهوا واستفيقوا ايها العرب فقد طغي السيل حتي غاصت الركب وبعده بقرن من الزمان يصرخ بهم شاعر غاضبا، مضرجا بعارهم، مبرحا، منذرا: تنبهوا، واستفيقوا ايها...
رأيتُ رفاقي متعبين يمشون كأبطأ السواقي يستعيرون قصباً نحيلاً ويغنُّون لإلهاء خيباتهم يصرخون أحياناً لإعادة دمهم الذي يتنزَّه في الشوارع ويحفرون ثقوباً لنوم المتأخرين من عروقهم. رأيت رفاقي يجلسون أياماً على الكراسي ليسلُّوا أرواحهم الضجرة على الطاولات يوصلون بصعوبةٍ تنفُّسَهم بسلك الهواء ويرسلون...
(العابرون سريعًا جميلون. لا يتركون ثقلَ ظلّ. ربما غبارًا قليلاً، سرعان ما يختفي. الأكثر جمالاً بيننا، المتخلّي عن حضوره. التارك فسحةً نظيفة بشغور مقعده. جمالاً في الهواء بغياب صوته. صفاءً في التراب بمساحته غير المزروعة. الأكثر جمالاً بيننا: الغائب. قاطعُ المكان وقاطع الوقت بخفَّةٍ لا تترك للمكان...
أنا كاتب هذا النص، عتيق في المدينة، مجنون كالريح، حافٍ رثٌ حائرُ. آتي وأغدو حيناً أستحيل شعراً ثملاً وحيناً، في خلوة صوفية، أمسي قصة حدباء، أو خطيئة هائمة، نثر على منازل السهوب مسرحٌ للحثالةِ*...
نرجسية الأرصفة النزقة لا تتحمل عفوية الخطوات .... يحدث ذلك أحيانا * * تصطدم باضطرابات الاتجاهات المتباينة تسّاقط على وجهها كثير أضواء باهتة ........ من الجائز أيضا * * تشعل حطب المطر لسماء نيئة بغية إمداد الشتاء بجوارب دفء ...... مؤكد تفعل دائما * * تختبر فورة حمى الماء في درجة حرارة تحت...
عرفتُ “إبراهيمَ”، جاريَ العزيزَ، من زمانٍ، عرفتُه بئرًا يفيض ماؤُها وسائرُ البشرْ تمرُّ لا تشرب منها، لا ولا ترمي بها، ترمي بها حجرْ. “لو كان لي أن أنشر الجبينَ في سارية الضياءِ من جديدٍ”، يقول إبراهيمُ في وُريقةٍ مخضوبةٍ بدمّه الطليلِ، “تُرى، يُحوّلُ الغديرُ سيرَه كأنْ تبرعم الغصونُ في الخريف...
أيها الجائعون ابشروا لن تجوعوا فقد أذّن المتوضّون للحرب وانهمرت في الشوارع والطرقات شظايا الأناشيد، هيا ابشروا لن تجوعوا كلوا من لحوم المدافع من شحم دبابةٍ لا تخافوا من الموت فالموت أغنيةٌ عذبةٌ والشهادة واجبةٌ وهناك وراء القبور المغطاةِ بالزهر مائدةٌ ، لن تجوعوا ولن تظمأوا بعدها أبدا. أيها...
النشيد الأول البحر بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا، ودار دورتين قبل أن يغيبَ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا أيّتها الشمس التي توهّجتْ واهترَأت في جسد الغياب، ذوبي مرّة أخيرةً، وانطفئي، أمس رأينا أوّل الهدايا ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ من بقايا...
مرثيةٌ في اغتيال شامل با سييف - 1 - [ اجتمع الشيوخ في الساحة ، جالسين ، في حلقات ليناقشوا الوضع ، لم يتحدث أحد عن كراهيتهم للروس ، لأن ما كان يشعر به الشيشانيون صغارا وكبارا ، كان شيئا أقوى من الكراهية ، ليست كراهية ، بل اشمئزازاً ونفوراً وحيرة في مواجهة هؤلاء الكلاب الروس وعنفهم الغبيّ ،...
حبيبتي لا تسألي إلى أين تمضي بنا خطوات الطريق إلى أين يمضي بنا دربنا الطويل العميق ولا تذكري بربك خطوا لنا وأول همس رقيق ففي لحظة أذكر أنا التقينا فقلتُ تعاليْ، وقلتِ تعالى.. وسرنا وأنبت خطوك في الدرب همسا ولحنا وفجر صوتك في أذني أملا يتغني هكذا .. ولا زال كفك بين يدي جدولا من حرير هكذا .. ولا...
ها وردةٌ أولى: هي الأرضُ التي تحبو على كتفي تترك في القصيدةِ لحمَها و أنا امتدادُ الحلم في الجسدِ المحاصرِ بالكتابه لا شيء يُنقدني من الأرض التي تمشي سوى الأرضِ التي تأتي و ليس رحيلُ أحبابي سوى مرِّ سحابه و أنا أحبكِ يا زهيراتِ الخريف، و لكنْ، كيف أمشي و على جفنيكِ ظلٌّ من كآبه؟ ها وردةٌ أخرى...
أعلى