فوز حمزة

قال لي بائع التّذاكر: - أذكرُ أني رأيتكَ البارحة هنا، أليس كذلك؟. - نعم. لقد وصلتُ المحطة متأخرًا، فاضطررتُ لتأجيلِ الرّحلة لهذا اليوم... قاطعني مندهشًا: - ألم تسمع نشرة الأخبار،ألم تقرأ الصّحف؟!. نفيتُ بهزةٍ من رأسي، لكن لم يمهلني طويلًا، إذ قال وكأنه يسردُ فيلمًا سينمائيًا: - ليلة البارحة،...
سألته وأنا أشعر بالخوف ينمو داخل نفسي: - هل تدرك أننا لن نكون معًا بعد اليوم؟ لم أسمع أية إجابة منه فسمحت لنفسي بالبكاء. الحياة تصبح قاسية أحيانًا! نهضتُ من فراشي بعد أن سحبت يدي من تحته وسرت خطوات صوب النافذة التي تجمعت على زجاجها كمية من البخار رسمت فوقه دائرة بجانبها دائرة ثم واحدة أصغر...
نهار جمعة ربيعي .. لا تخطئ حبيبتي موعدها معي، أقبلتْ يسبقها حسنها، يعلن عنها بهاؤها، عطرها ملأ الأماكن التي مرتْ بها، شالها الأصفر زادها غموضًا وإجلالًا، حينما ابتسمتْ لي، أطلق الليل سراح الشمس السجينة،عيناها حدثتني بما عجزت عنه كل حروف العشق، أخبرتني أنها لا ترى سواي رجلًا على الأرض. قالت لي...
لم يكن أمام سناء سوى الذهاب إلى بيت جارتها زهرة بعد المشاجرة التي حدثت بينها وبين زوجها لتنتهي مشاجرتهما مثل كل مرة بالتراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات، لكن هذه المرة تجاوز الأمر الحد حينما تلقت صفعة مباغتة من زوجها متوعدًا إياها بالمزيد إن لم تكف عن الكلام. ما في سناء من غضب وحزن، منع عنها...
قالتْ رأيتُكَ مشغولاً بأبياتي و الشِعرُ عِندكَ موصولاً بآهاتي ما بالُ بيتِكَ لا معنى يُساندُهُ كالطيرِ في الأفقِ مقصوصُ الجناحاتِ أرى قوافيكَ قد أرعشْنَ في هزلٍ و البيتُ عِندكَ منكوءُ الجراحاتِ قلتُ اعذريني فبوحُ الحُبِّ أكتمُهُ علّي بذاكَ الهوى أشفي عذاباتي شطري وحيدٌ فلا عجزٌ يتممهُ و البحرُ...
كان باب البيت الخارجي مفتوحًا حينما وصلت، أغلقته وأنا أحدث نفسي:لابد أن أحدهم دخل ولم يغلقه، وبدأت أرسم سيناريو لما سيحدث لو أن لصًا اقتحم المنزل و... لكني تراجعت، فالاسترخاء هو كل ما أحتاجه في المرحلة الراهنة. الغريب أن الكلبة وحينما مررت بالقرب من مأواها، بدأتْ بالنّباح وكأنها لا تعرفني...
استيقظت هذا الصباح، لأجد في نفسي رغبةً شديدة في الانتحار، شعرت كأنني امتلك عيونًا أخرى للحياة خالية من الدهشة التي فقدتها عندما كان عمري ثلاثة عشر عامًا. سأتحلى هذه المرة بالشجاعة أكثر من المرة السابقة التي انتهت بالفشل عندما تم إنقاذي في اللحظات الأخيرة، أو ربما كانت لدي بقايا رغبة في العيش،...
سكرانة والكأس ملأى من عينيك أثمل أيها القمر الباسل أنت وحيد بين وجوه كثيرة ترتدي الأقنعة هل تذكر؟ الوقت كان ظهرًا و السكون تسلل من بين الشقوق كل شيء يسير نحو اللامكان واللازمان تلك الحظة !! حينما كنت أدور حول الشمس كنقطة قادمة من العدم أحسست بنبض الأشياء ينساب في قلبي تفتحت لي الأسرار...
تولعت منذ عمر المراهقة بلعبة الكلمات المتقاطعة .. وأصبحت بعد فترة .. ماهرة جدًا في حلها وإيجاد الكلمة المفقودة. كنت حينما أنظر للمربعات أمامي وقد ملأتها بالحروف .. أشعر كأني ملكت العالم بين يديّ .. تغمرني فرحة غريبة كأني خرجت منتصرة من حرب مع عدو شرس. وهذا النصر ليس لي .. بل للحروف التي كانت...
تعالي لنرقصَ الفالس إيقاعه ممتع لا يتعب جدائلكِ الغجرية لقد فقدتُ فردة حذائي ألقي بالأخرى .. النوارسُ حولكِ حافية الأقدام قصصتُ جناحي وأودعتها سيد البحار سألتفُ حولكِ كغيمة راقصة ألمسُ خاصرتكِ الطرية السّحرُ يذهب عني منتصف الليل فأعود إلى ما كنت عليه سأسترقُ النظر إلى ظلكِ النظر...
غربت الشمس ناشرة ثوبها المعتم على المدينة، لتضيف عليها مزيدًا من الحزن والقلق.. أخذت المساجد تصدح عاليًا بصوت الأذان لتعلن ميلاد ليل آخر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. أشهد أن لا الله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله .. وهو يقف بين يدي ربه بكل خشوع، وبعد أن أغمض...
اليوم عطلتي الأسبوعية.. فاستحق ساعة نوم إضافية.. الذي أذكره أني وفي ليلة البارحة، وقبل منامي، قمت بتسريح شعري .. رفعت يداي للملمت شعري الطويل، لكني لم أجده.. لحظة جزع تجلُّ عن الوصف قد أصابتني، بل لم أجد رأسي بالكامل، يا إلهي!. أين أختفى رأسي؟! ضربت كفًا فوق كف.. لعلي في حلم، أو ربما هو...
في البقعة التي تلتقي عندها مياه بحر نورجا مع مياه بحر نورشا .. ثمةُ جزيرة تحيطها من إحدى الجهات أشجار البرقوق الأحمر الذي زادته أشعةُ الشمس توهجًا! أشجار الصفصافِ، سِحر ظلالها الخضراء تميس مع الأنسام لتغوي الورد، فيمتلئ المكان بالعبير، الذي ينعش الأفئدة فتهيم الروح في الملكوت، بينما الشّلال...
تحديدًا في موعد استيقاظه، أرسلتُ له عبر الماسنجر أغنية " وقلت بكتبلك " التي يحبها، ثم كتبتُ له أسفل الرّابط: - أين كنتَ مساء البارحة، لِمَ لم تردَ على رسائلي؟!. انتظرتهُ ليقرأ الرّسالة بعد ظهور الشّمس الخضراء التي وهّجتْ قلبي حالما رأيتها!. انتفضَ قلبي حينما وضعَ قلبًا أحمر أسفل الرّسالة وبدأ...
سألني صديقي الذي لا يقابل في غرفتي أحدًا غيري: - ما الذي فعلته في الأيام الماضية حينما غبتُ عنك؟. أجبته: - كالعادة، مرت الأيام بشكل روتيني، لكن الغريب هذه المرة أنني ما أن أضع رأسي على الوسادة، حتى تتزاحم الأحلام عندي!. صديقي هذا لا يفكر في مقاطعتي أبدًا. اكتفى بهز رأسه مشجعًا لي على متابعة...

هذا الملف

نصوص
130
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى