عبدالجبار الحمدي

أقسم لك يا سيدي بأني لم أسرق ساعة جيبك... فأنت تعرفني جيدا لقدعملت لديك منذ سبعة اعوام وكان أمامي العديد من الفرص!! بذلك اختبرتني وألزمتك الحجة بأني رجل يحاول ان يجني لقمة عيشه بالحلال فأنا لدي عائلة وأولاد لا يمكن ان اكون مثالا سيئا لهم... السيد رؤوف: ها انت قلتها اتيحت لك العديد من الفرص ربما...
تحركت مسرعة باولا نحو المدفئة حال دخولها شقتها لترمي بضع قطع خشبية فيها فقد قرص البرد اطرافها وحال صكصكة اسنانها الى عجزها ضم شفتيها ... اوقدتها وسحبت ذلك الكرسي اليتيم الذي رافق وحدتها طيلة انتقالها اليها ورثته كما هو في مكانه من سكن الشقة قبلها .... دب الدفئ في محيط منزلها الذي حوي اسكتشات...
انتظرتك مساءات كثيرة، خاصة بعدما قلت لي أنك ستعود إلي في يوم ما... لم اطلب منك أن تقول متى؟؟؟ فقد شعرت حين سمعتك تقولها بأني بين سحب وردية تلك التي طفت بين طياتها لأجمع لك ماء ورديا، تماما مثل لون الزهور التي تعشق... فجلبتها، ثم وضعتها في آنية الزهور الوردية ايضا يوم عيد ميلادك، فرشت وشاحي الذي...
أشعر بالصخب، رأسي يكاد ينفجر.. الشوارع فارغة إلا من أعمدة النور، أفرك رأسي بشدة محاولا إفراغه من وهم الصخب فالعالم الذي دخلت مجبرا أن احتذيه بجميع جنونه وعقده ههههههههه حقيقة أشعر اني على حافة الجنون من خوفي الذي حبلت فيه أوهامي دون ان تلده فقد رامت ان يكون في بطن هواجسي التي لا تنفك تعيش...
لا عليك إن ما تعيشه الآن يشبه المخاط السياسي... عذرا اقصد المخاض السياسي، فلا تكترث لترهات عناوين سياسية او أخبار فضائية... انتبه!! أقول فضائية أي انها بهتان ونفاق تطاير في عالم خال من النتؤات التي يمكنها ان تترجم سوى ضرطة في خلاء شاسع... إني اصيغ لك مفردات اتمنى أن تصل الى مستوى فهمك فحال دماغك...
حبلت جدران عقله بأفكار راقت له أملاً فأراد أن يرسم المستقبل لها، لكن بقايا قيود أجهضتها فسالت على شكل دموع خرجت صارخة لا يمكن الحياة في زمن توئد الطموحات بسبب سياسات عقيمة. جلس في غرفته التي خارت قوى هيكلها من كثرة انتظار وعتمة، تطلع إلى مقبس الإنارة الذي لحست قرنه ظلمة في عدم وجود كهرباء،...
أكتفي بهذا القدر سأعود حيث جهنم مطمئنا أنكم ستكملون مهمتي يا أبناء الشيطان. تلك كانت آخر عبارة أدلى بها إبليس بينهم وهم يقفون مصطفين بأنفسهم نخبة عن باقي البشر، فعلق أحدهم قبل أن يهموا بالخروج قائلا: لا تلم قوم على ما اصابهم فجله ما جنته ايديهم ونكثهم ميثاق الله وعهده.. اخرجوا منها بعضكم لبعض...
يتعكز الطريق على أرصفة لاجئة تبحث عن وطن يؤوي المشردين، أما المتسولين لا زالوا يقبعون قرب حاوية النفايات بحثا عن لقمة شريفة في مجتمع المسئول فيه راقص في ملهى الفساد وطبال يصلى النافلة يا لها من حياة!! سأله صاحبه أليس ما قلته هو عين الصواب ما رأيك؟ هههههههههههههه والله يا عشيري لقد أضحكتني...
باشو.. المطر غزير، السقف مترهل بائس، يقبع باشو في احد أركان كوخه المتهالك، يمسك بتميمته التي لا ينفك يفركها وهو يسبح بما يؤمن، فبوذاه القديم قد فرط بعهده وميثاقه بعد ان نكل باشو بالقسم، نعم لقد أخطات وهو يتطلع الى الغمامة السوداء التي تمر في السماء تنزل الموتى الذين خالفوا العهد دون مواثيق تسمح...
بين حانات الخمارة يروج بضاعة خمر الحديث المنتهي صلاحيته بسعر رخيص صائحا... اشتروه بثمن بخس انسوا سكرتكم الاولى، إنها بضاعة ليست محلية، اللسان فيها لا ينضب ولا يتوقف عن السب والشتم والتحليل السياسي أو التحليل البولي هههههههههههه إنه ميد إن نون كونتري نير باي، تعالوا يا حثالة الزمن البعيد والقريب،...
تسنطرت حياته عتقا مثل الآلة التي يستمع، فبعد أن راوده رجل التأريخ أنها تعود لأجداد عانقوا الأوتار كشريان مشنقة في أمل مستحيل، فكلكامش عزف في ملحمته صور مغامرته، سامر شكل سنطوره المفرغ بنياط عديدة ملئت بمواجع عشق يكابده كل من استمع الى ضرباته... برتم الخيانة يخرج بسدارته المنقرضة تداولا التي...
لم أتخيل أني سأغوص في عمق ايام بحرِ المتلاطم، ولم أتصور نفسي ممسكا بطود نجاة مثقوب، ليس لأني لا أجيد التلاعب فيما بين يدي من حيل لكن لأني ومنذ الصغر كنت أعيش التسكع والطرقات الموحشة أبواب رزق، لم أستند يوما الى جدار لأشكو وحدتي وخوفي او اكتب عليه مفردات لعن او شتيمة، لكني بالتأكيد خربشت عليه...
ليلة ماطرة، كنت مرهقا نفسيا، خلتني سأغرق في شبر من دموع السماء التي شاركتني سوء طالعي... خرجت محتذيا وساوس الشيطان الذي ختل بين جنبات صدري يوسوس لي قائلا: إنها الخطيئة الكبرى لقد باعتك في سوق نخاسة الرجال، ابدلتك برجل عرفته مسبقا إنه يا صديقي كيد النساء... الصدمة التي احاطت بي جمدت جميع حواسِ...
محبط أمرك!! فما عدت الذي أعرف، أظنك تعيش الوهم مرايا مزدوجة، ما ظننت يوما أنك ستحوم حول مقبرة الأيام تلك التي إزدانت ضياعها بشواهد وجوه غير معلومة الملامح، صرت خازنا لها فمذ عرفتك أراك تتهندم أمام مرآتك ذات الشروخ، أعلم جيدا أنك لا تريد رؤية وجهك أو هيئتك كما تحبها لأنك قد أُشبعت لعقا من ألسنة...
الظلمة التي وضع فيها دامسة، لا يرى فيها أي قبس لنور، يتحسس المكان بيديه بعد أن طمس ضياء أحدى عينيه منذ زمن بعيد، العين التي فقدها نتيجة ضربة من رجل سلطة أثناء تظاهرة سلمية... يضحك في نفسه عندما يتذكر كلمة سلمية ويقول: إذا كانت التظاهرة التي خرجت سلمية أطارت فيها عين لي فكم عين تطير إذا كانت غير...
أعلى