مصطفى الحاج حسين - غـرورٌ أحمَـقُ..

أعصرُ المـاءَ
فلا يبتلُّ موتي
أدقُّ إسفيناً بنبضي
لأهرقَ النّدى
ولأطردَ عنّي ذاكرتي
لن أتـركَ لعطرِكِ مصيري
ابتعدي عن سماءِ قصيدتي
وحلّقي مع النّسيانِ
هجرت قسوتَكِ
لم تعد طلَّـتُكِ تبطشُ بي
وحضورُكِ صار لا يؤثّرُ
أنتِ مجردُ شمسٍ مظلمةٍ
عبارةٌ عن نسمةٍ متهالكةٍ
نهرٌ جافُّ الجريانِ
موسيقى مقطوعةُ الأوتارِ
سمـاءٌ تركها القمرُ
نجمةٌ منطفِئةُ البريقِ
شجرةٌ لا تثمرُ إلَّا الغربان
موجةٌ متهدلةُ القوى
ياسمينةٌ يكسوها الشّوكُ
عانسٌ مزينةٌ بالعناكبِ
عجوزٌ يسعى إليها القبرُ
ما عدتُ أحبُّ أن أحـبَّكِ
شبعتُ عذاباً منكِ
قلبي تورّمَ بالدّمعِ
روحي تكسّرت مناجاتُها
أشواقي قدّمتْ استقالتَها
وهمساتي أخذت تدوّنُ مذكّراتِها
طفحَ الأملُ بالخيبةِ
كان على الزّمنِ أن لا يجمعَنا
على هذهِ الأرضِ
كان على الأرضِ أن تنشقَّ
وتبتلعَ حبي لكِ
أنتِ عقوبةٌ ابتليتُ بها
رافقتْ أيّامي
إذهبي إلى نعشِكِ محمّلةً بمرارتي
وأنا سأحملُ نعشي
وأرميهِ عندَ أعتابِ بيتِكِ
أبحثُ عن ظلِّـكِ
ووقعِ خطاكِ المسكونةِ
بالغـرورِ الأحـمقِ.*

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى