محمود البريكان - قدّاس لروحِ شاعرِ على حافةِ العالم

الجوقة
تحتضر الطيور في الاوكار
تنطرح الوحوش في الكهوف
تنكفئ الثعالب الشمطاء في الاوجار تنجذب الافيال
الى مكان صامت في اخر الغابة
مزدحم بالعاج والهياكل
حيث تموت موتها.
ووحده يموت في داخله الانسان
في العالم الباطن.
في مركز السريرة الساكن
يموت في غيبوبة الذكرى.
يموت في لحظة.
يكابد القيامة الكبرى.
الصوت ١
على حافة العالم المتلاشي
يطول الوقوف.
يطول مدى الانتظارات..
تقرع في الظلمات الطبول
ولا يتراءى احد،
على حافة العالم المتجمد،
تأبى الخيول ذهابا.
وتنكفئ الاشرعة.
ويخطو المسافر ظلا وحيدا،
وتخطو معه على الثلج ريح قديمة.
الصوت ٢
الدب الاكبر يظهر في افق اخر
الصوت ٣
بنات نعش تختفي في الفلك الاحمر بموكب مقلوب
الصوت ١
زفزفة الرياح
تعيد ذكرى حلم غابر
الصوت ٢
الريح القطبية
لا تنقل رجع الصوت
لا تنطلق الصرخة
لا يتذبذب في الريح
سوى نفس الموت
الصوت ٣
عصور الجليد تمر،
وطوفان هول بعيد
وطير وحيد
يرف على صفحات العوالم
الجوقة
عند خطوط الحدود
تندمج الازمنة
تتحد الاحلام والحوادث الممكنة
عند خطوط الحدود
يبتسم الاموات للاحياء
تبتسم الطفولة البيضاء
في صفحة النهاية
عند خطوط الحدود
تسفر عن طلسمها الاحزان
وتلعب الذكرى مع النسيان
عند خطوط الحدود
يشاهد الانسان
صورته من لحظة البداية
ويلمس الموت الذي يكمن في الوجود

محمود البريكان 1970
أعلى